أقوى ثلاثة استراتيجيات للتسويق الإلكتروني
في الوقت الذي تستمر فيه التكنولوجيا الرقمية في التنوع والنمو، فإن استراتيجيات التسويق الإلكتروني وأشكاله تتطور يوماً بعد يوم لمواكبة تغير أدوات البحث وطُرقه وزيادة منصات التسويق وتنوع الأفكار الإبداعية وتوجهات العميل لتجعل فرص المسوقين وأقسام التسويق في فضاء الانترنت دون عدٍ أو حصر.
لسنا هنا بحاجة لتعريف التسويق الإلكتروني الذي من الممكن وصفه بالوجه الإلكتروني لإعلانات التلفزيون والصحف سابقاً، ولكن لنبحر مباشرةً في هذه الثلاثة استراتيجيات من استراتيجيات التسويق الإلكتروني الحديثة والتي قد تقرأ بعض تفاصيلها هنا للمرة الأولى. فكيف سيمكنك مواكبة هذا التطور عبر الشركة التي تقوم بتوظيفها للتسويق لأعمالك؟
1. إعلانات الفيديو المتوافق مع الجوال
إذا كانت الإعلانات عبر الجوّال عموماً طريقة تسويق إلكتروني ناجحة نظراً لارتباط الجوال اليومي بحياة العملاء المحتملين، فإن إعلانات الفيديو على الجوّال هي الأكثر شعبية والأكثر نجاحاً سواءً كانت عبر الفيديو المصور أو الموشن جرافيك وسواء كانت للأعمال التجارية أو مقاطع إعلانية للأفلام أو الخدمات الغير ربحية.
في الواقع، زاد الإنفاق على إعلانات الفيديو المخصص للجوّال في السعودية بشكلٍ ملاحظ رغم عدم وجود الإحصائيات الموثقة. وتشير الدراسات الإحصائية في أمريكا مثلاً لتضاعف الطلب على إعلانات الفيديو بين عامي 2013 إلى 2014 – إلى ما قيمته 1.5 مليار دولار – حيث من المتوقع أن يصل المبلغ إلى 6 مليارات دولار بحلول نهاية عام 2018 وفقًا لما يقوله المهتمون بعالم التسويق الإلكتروني هناك. والسبب الذي يُقدّم لتفسير هذا النمو السريع ببساطة هي: خدمة 4G داخل الهواتف الذكية حيث أصبح بإمكان المستخدمين مشاهدة ومشاركة مقاطع الفيديو عالية الجودة أينما كانوا.
ونظرًا لأن معظم استخدام الإنترنت عبر الجوّال يكون عبر التطبيقات، فإن شركات التسويق الإلكتروني تنشر إعلانات الفيديو في تلك التطبيقات لجذب العملاء المحتملين وسط قيامهم بمهامهم داخل التطبيق أو أثناء انغماسهم في لعبة ما أو اتصالهم عبر vpn.
وأبرز مثال على ذلك مستخدمي يوتيوب حيث تتم مشاهدة إعلانات الفيديو قبل أو منتصف أو ما بعد تشغيل الفيديو المطلوب. ولا يمكن تخطي الإعلان إلا بعد أن يتابعه المستخدم لبضع ثوانٍ على الأقل، وفي بعض الحالات لا يمكن تخطيه على الإطلاق. تذكّر أن بعض الإعلانات المبتكرة جداً قد تجبر المستخدم على مشاهدة الإعلان بالكامل.
بالإضافة إلى تطبيقات الجوّال، فإن منصات التواصل الاجتماعي زادت من إمكانية وصول الفيديو للعملاء والمسوقين والمستخدمين العاديين على حد سواء. فيما كان من الصعب إدراج فيديو من ثانية واحدة قبل 2009 في تويتر وفيس بوك وغيرهما. وعلى الرغم من أن تويتر وفيس بوك ليسا خاصين بالجوال فقط، إلا أن إعلانات الفيديو الخاصة بهما مصممة بحيث يتم تحميلها بسرعة وتشغيلها بسلاسة على أجهزة الجوال. ويوفر فيس بوك بالذات إعلانات فيديو متميزة للأنشطة التجارية التي تستخدم منصتها فقط في التسويق الإلكتروني.
2. الإعلان عبر المحتوى النصي التقليدي ” المقالات، القصة”
قد لا تتمكن أحياناً من معرفة أنك تقرأ إعلانا إلكترونياً حتى تتعمق فيه. وذلك لأن نمط الكتابة وروح المحتوى يعكسان محتوى خدمات الموقع أو الصحيفة التي تزورها. وهو مما يؤدي إلى خلق تجربة إعلانية غير مباشرة. بعبارة أخرى، قد تعتقد أنك تقرأ قصة أو عموداً تثقيفياً في موقع أو مدونة، حين يكون ذلك في الحقيقة إعلاناً بحتاً.
ويتنافس معظم الناشرين الرئيسيين ضمن التسويق الإلكتروني في استراتيجياتهم الإعلانية المبتكرة باستخدام المقالات هذه الأيام. ستجد ذلك في كل منصات التواصل بدءاً من شبكة Buzzfeed الاجتماعية الشبيهة بشبكة رصد المصرية مروراً إلى صفحات الصفوة الراقية في Wall Street Journal التي كشفت مؤخرًا أن 20٪ من أرباح إعلانات التسويق الإلكتروني لديها تُعزى إلى المقالات والمحتوى النصي ذو الشكل التقليدي المخادع.
وتطلب بعض الصحف العالمية أرقاماً خيالية للتسويق الإلكتروني عبر مقالاتها. حيث تعتمد مجلة كـ TIME ما لا يقل عن 200000 دولار أمريكي للإنفاق على حملة إعلانية نصية وذلك لأن العملاء المستهدفون في عملية التسويق تلك، يميلون إلى تحديد تلك الإعلانات كمقالة أو قصة لا كـإعلان. لذلك يستمرون في القراءة حتى النهاية على عكس إعلانات الفيديو أحياناً. والأهم من ذلك أن الأشخاص الذين يقرؤون إعلانات نصية عالية الجودة دائماً ما يمنحون الشركة أو الجهة التي يتحدث عنها المقال تقييماً أعلى ومزيداً من الثقة. حيث لوحظ زيادة زيارات مواقع تلك الشركات بعد نشر المقالات عن خدماتها ويمكن ملاحظة ذلك في لينكد ان.
3. الاستهداف السلوكي
هل سبق وخططت لرحلة جوية إلى مكة أو الشرقية باستخدام الانترنت أو حجزت غرفة في فندقٍ أوروبي ما ثم بدأت في عرض إعلانات المطاعم وأماكن الترفيه في تلك المدينة التي تنوي البقاء فيها لعدة أيام؟
إذا كانت إجابتك بنعم، فهذا يعني أنك كنت ضحية الاستهداف السلوكي يوماً ما.
ويستخدم الاستهداف السلوكي وهو أحد استراتيجيات التسويق الإلكتروني الهامة، ميزة تصفح الانترنت وبيانات البحث الخاصة بك لتحسين استهدافك كعميل بالإعلانات اعتماداً على اهتماماتك كمستخدم وذلك عبر اعتمادهم على إمكانيات قوقل ادوردز، سنس وغيرها.
ولتحقيق الاستهداف الأفضل، تقوم شركات التسويق بالجمع بين هذه الإحصائيات وأنواع استهداف العملاء الأخرى، الاستهداف الجغرافي والسكاني مثلاً للسماح للمعلنين الراغبين بالخدمات التسويقية بتحسين رسائلهم ومواقعهم الإلكترونية وخدماتهم المقدمة إليك. حيث يُعد الاستهداف السلوكي وسيلة فعالة للغاية حتى يتمكن التجار عبر شركات التسويق المحترفة من الوصول إلى جماهيرهم في اللحظة التي يكونون فيها على استعداد للشراء.
ولتوضيح ذلك، تخيّل أنك قمت بالبحث عن بعض الأدوات الكهربائية لعدة أيام في قوقل أو أي محرك بحث آخر. بحثك المتكرر هذا يعني جديتك واستعدادك لإجراء عملية شراء. بالنسبة للموقع الذي تقوم بزيارته والبقاء فيه طويلاً، هم يعرفون أنك تمكنت من الوصول إليهم من خلال البحث باستخدام احدى كلماتهم المفتاحية التي قد تكون “أدوات كهربائية رخيصة” وهو ما يعني أنك مهتم بأسعار محددة “الرخيصة”. عندها سيكون تقديم خصم لك أو شحن مجاني هي الطريقة المثالية لإغلاق عملية البيع بالنسبة للشركة صاحبة الموقع. لكن في حال بحثت عن “أفضل مكيف” مثلاً دون التطرق لنوع السعر فقد لا يكون المعلن على وعي بحجم ميزانيتك لكن أنظمة الشات الآلية في معظم مواقع الشركات هي الطريقة المناسبة لتجاوز مثل هذه الأمور.
والآن، أي من استراتيجيات التسويق الإلكتروني المبتكرة تلك أقنعتكم بالتخطيط لتنفيذها للحصول على المزيد من العملاء؟ قسم التسويق الإلكتروني في وقت الفن في انتظار تعليقاتكم ورسائلكم للمزيد من الاستشارات التسويقية التي ستبقيكم في أذهان كل شرائحكم المستهدفة. فأهلا بكم هنا
أمينة أ. سعيد